نقل الفسفاط: خط حيوي خارج الخدمة من جديد
بعد أن تقرر استئناف نقل الفسفاط عبر القطار بالخط الحديدي رقم 13 الرابط بين توزر وصفاقس إثر توقّف دام لسنوات، بسبب إعتصام عدد من المعطلين عن العمل بمعتمدية منزل بوزيان، استنجد المعتصمون في المنطقة اليوم الثلاثاء 7 ماي 2019 بنساء المنطقة وأطفالها لمنع وحدات الأمن من إزاحة خيمة الاعتصام على مستوى السكة مما حال دون استئناف قطار الفسفاط.
وشكلت مظاهر قطع خطوط السكة الحديدية 21 و13 من قبل طالبي الشغل وعلى امتداد الثماني سنوات الفارطة، أحد أهم أسباب التراجع الكبير في نسق نقل الفسفاط التجاري إلى مصانع القطاع.
وهي مظاهر وإن تراجعت بصفة كلية على الخط 21 منذ سنة 2018، فإنها على العكس قد تفاقمت على الخط 13 الذي عرف توقفا شبه كلي للنشاط خلال الثلاث سنوات الفارطة وإلى يومنا هذا.
وتسبب توقف نقل الفسفاط التجاري على الخط 13 خلال الثلاث سنوات الفارطة وفق معطيات الوضع الحالي السائد بالحوض المنجمي والشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية في فائت الوسق في المتوسط يناهز 900 ألف طن سنويا.
تقلص وتيرة النقل الحديدي
وعند توقف العمل على الخط 13، تتولى الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية اعتماد الخطين 21 ثم 5 لتأمين نقل الفسفاط التجاري إلى مصانع الصخيرة وصفاقس وكذلك مراكز الشحن ، وهذا من شأنه تقليص وتيرة النقل الحديدي عمليا إلى 6 سفرات يوميا بالنظر إلى الارتفاع الكبير في نسبة الدوران والتي كانت في 2018 1.7 للخط 21 مقابل 1.2 للخط 13.
كما يقلص في تركيبة العربات ضمن السفرة الوحيدة في جميع الاتجاهات لأسباب لوجيستيكية حيث تتراجع تركيبة القطار الواحد باتجاه مصنع تيفارت على سبيل المثال إلى 19 عربة فقط مقابل24 عند اعتماد الخط 13 أي خسارة في الكميات المنقولة بحوالي 600 طن يوميا.
لذلك فإن الحاجة إلى تشغيل الخط 13 يعد امرا حيويا للقطاع برمته حيث تبين التقديرات أنه في حال استئناف العمل على هذا الخط بداية من شهر ماي المقبل فإن ذلك سيمكن الشركة من :
*وسق 1.1 مليون طن باتجاه مصانع تيفارت والصخيرة وصفاقس وكذلك مراكز الشحن أي بنسق يومي يناهز 4500 طن يوميا.
*تأمين أربعة قطارات يوميا باتجاه مصانع المجمع الكيميائي التونسي إنطلاقا من المتلوي بواقع 1.2 مليون أي بنسق يومي يناهز 5000 طن يوميا.
ويجدر التذكير أن تأمين نقل الكميات المذكورة أعلاه على الخط 13 يقتضي تحويل 100 ألف طن من الفسفاط التجاري من مغسلة كاف الدور أو الرديف إلى مغسلة عدد 3 بالمظيلة بأعباء إضافية تقدر بحوالي مليون دينار، وذلك بالنظر إلى أن النقل الحديدي يقتصر حاليا على محطتي المتلوي والمظيلة 'صهيب'، بعد أن تعطل النقل على خط السكة الحديدية عدد 15 الرابط بين الرديف والمتلوي إثر الفيضانات التي شهدها الحوض في بداية أكتوبر 2017.